فصل: عزل الضحاك عن الكوفة وولاية ابن أم الحكم ثم النعمان بن بشير.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.عزل الضحاك عن الكوفة وولاية ابن أم الحكم ثم النعمان بن بشير.

عزل معاوية الضحاك عن الكوفة سنة ثمان وخمسين وولى مكانه عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان الثقفي وهو ابن أم الحكم أخت معاوية فخرجت عليه الخوارج الذين كان المغيرة حبسهم في بيعة المستورد بن علقمة وخرجوا من سجنه بعد موته فاجتمعوا على حيان بن ضبيان السلمي ومعاذ بن جرير الطائي فسير إليهم عبد الرحمن الجيش من الكوفة فقتلوا أجمعين كما يذكر في أخبار الخوارج ثم إن أهل الكوفة نقلوا عن عبد الرحمن سوء سيرته فعزله معاوية عنهم وولى مكانه النعمان بن بشير قال: أوليك خيرا من الكوفة فولاه مصر كان عليها معاوية بن خديج السكوني وسار إلى مصر فاستقبله معاوية على مرحلتين منها وقال: إرجع إلى حالك لا تسرفينا سيرتك في إخواننا أهل الكوفة فرجع إلى معاوية وأقام معاوية بن خديج في عمله.

.ولاية عبد الرحمن بن زياد خراسان.

وفي سنة تسع وخمسين قدم عبد الرحمن بن زياد وافدا على معاوية فقال: يا أمير المؤمنين أما لنا حق؟ قال: بلى! فماذا قال توليني؟ قال: بالكوفة النعمان بن بشير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالبصرة وخراسان عبيد الله أخوك وبسجستان عباد أخوك ولا أرى ما يشبهك إلا أن أشركك في عمل عبيد الله فإن عمله واسع يحتمل الشركة فولاه خراسان فسار إليها وقدم بين يديه قيس بن الهيثم السلمي فأخذ أسلم بن زرعة وحبسه ثم قدم عبد الرحمن فأغرمه ثلثمائة ألف درهم وأقام في بخراسان وكان متضعفا لم يقر قط وقدم على يزيد بين يدي قتل الحسين فاستخلف على خراسان قيس بن الهيثم فقال له يزيد: كم معك من مال خراسان؟ قال عشرون ألف درهم فخيره بين أخذها بالحساب ورده إلى عمله أو تسويغة إياها وعزله على أن يعطي عبد الله بن جعفر خمسمائة ألف درهم فاختار تسويغها والعزل وبعث إلى ابن جعفر بألف ألف وقال نصفها من يزيد ونصفها مني ثم إن أهل االبصرة وفدوا مع عبيد الله بن زياد على معاوية فأذن له على منازلهم ودخل الأحنف آخرهم وكان هيأ المنزلة من عبيد الله فرحب به معاوية وأجلسه على سريره ثم تكلم القوم وأثنوا على عبيد الله وسكت الأحنف فقال معاوية: تكلم با أبا بحر فقال أخشى خلاف القوم فقال: انهضوا فقد عزلت عنكم عبيد الله واطلبوا واليا ترضونه فطفق القوم يختلفون إلى رجال بني أمية وأشراف الشام وقعد الأحنف في منزله ساكت فقال معاوية: تكلم يا أبا بحر فقال: إن وليت علينا من أهل بيتك لم نعدل بعبيد الله أحدا وإن وليت من غيرهم ينظر في ذلك قال: فإني أعدته عليكم ثم أوصاه بالأحنف وقبح رأيه في مباعدته ولما هاجت الفتنة لم يعزله غير الأحنف ثم أخذ على وفد البصرة البيعة لابنه يزيد معهم.

.بقية الصوائف.

دخل بسر بن أرطأة سنة اثنتين وخمسين أرض الروم وشتى بها وقيل رجع ونزل هناك سفيان بن عوف الأزدري فشتى بها وتوفي هناك وغزا بالصائفة محمد بن عبد الله الثقفي ثم دخل عبد الرحمن ابن أم الحكم سنة ثلاث وخمسين إلى أرض الروم وشتى بها وافتتحت في هذه السنة رودس فتحها جنادة بن أبي أمية الأزدي ونزلها المسلمون على حذر من الروم ثم كانوا يعترضونه في البحر ويأخذون سفنه وكان معاوية يدركهم بالعطاء حتى خافهم الروم ثم نقلهم يزيد في ولايته ثم دخل سنة أربع وخمسين إلى بلاد الروم محمد بن مالك وشتى بها وغزا بالصائفة ابن يزيد السلمي وفتح المسلمون جزيرة أروى قرب القسطنطينية ومقدمهم جنادة بن أبي أمية فملكوها سبع سنين ونقلهم يزيد في ولايته وفي سنة خمس وخمسين كان شتى سفيان بن عوف بأرض الروم وقيل عمر بن محرز وقيل عبد الله بن قيس وفي سنة ست وخمسين كان شتى جنادة بن أبي أمية وقيل عبد الرحمن بن مسعود وقيل غزا في البحر يزيد ابن سمرة وفي البر عياض بن الحرث وفي سنة سبع وخمسين كان شتى عبد الله بن قيس بأرض الروم وغزا مالك بن عبد الله الخثعمي في البر وعمر بن يزيد الجهني في البحر وفي سنة ثمان وخمسين كان شتى عمر بن مرة الجهني بأرض الروم وغزا في البحر جنادة بن أمية وفتح المسلمون في هذه السنة حصن كفخ من بلاد الروم وعليهم عمير بن الحباب السلمي صعد سورها وقاتل عليه وحده حتى انكشف الروم وفتحه وفي سنة ستين غزا مالك بن عبد الله سوية وملك جنادة بن أبي أمية رودس وهدم مدينتها.